فصل: تفسير الآيات (21- 27):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المنتخب في تفسير القرآن



.تفسير الآيات (12- 20):

{قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17) قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20)}
12- قال موسى: يا رب إننى أخشى ألا يقبلوا رسالتى كبْراً وعناداً.
13- ويحيط بى الغم إذا كذبونى، ولا ينطلق لسانى حينئذٍ في محاجتهم كما أحب، فأرسل جبريل إلى أخى هارون ليؤازرنى في أمرى.
14- ولهؤلاء ذنب علىَّ، فقد قتلت منهم رجلا فأخاف أن يقتلونى قصاصاً قبل أداء مهمتى، ويزيدنى ذلك خوفاً.
15- قال الله له: لن يقتلوك، وقد أجبت سؤالك في هارون، فاذهبا مزودين بمعجزاتنا، إني معكما بالحفظ أسمع ما يجرى بينكما وبين فرعون، فلكما النصر والتأييد.
16- فتوجها إلى فرعون فقولا له: إنَّا مرسلان إليك من رب العالمين.
17- يقول لك رب العالمين: أطلقْ سراح بني إسرائيل ليذهبوا معنا.
18- قال فرعون لموسى مُمْتَناً- وقد عرفه حينما دخلا عليه وأديا الرسالة حيث تربى في قصره- ألم نربك فينا وليداً، ومكثت في رعايتنا سنين من عمرك؟.
19- وجنيت جنايتك النكراء بقتلك رجلا من قومى، وجحدت نعمتى التي سلفت منا عليك، فلم تحفظ رعيتى، واعتديت على ألوهيتنا بادعاء أنك رسول رب العالمين.
20- قال موسى: لقد فعلت ما ذكرت جهلا بما يفضى إليه العقل من القتل، فلا تثريب على.

.تفسير الآيات (21- 27):

{فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22) قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27)}
21- ففررت منكم لما خفت أن تقتلونى بهذه الجناية التي لم تكن عن عمد، فوهب لى ربى فهْماً وعلماً، تفضلا وإنعاماً، وجعلنى من المرسلين.
22- أشار موسى إلى خصلة ذميمة من خصال فرعون، وبيَّن أنها تعبيد بني إسرائيل وذبح أبنائهم، وأبى أن تسمى تربيته في بيته نعمة، فسببها اتصافه بما تقدم، فألقى في اليَم لينجو من قتله، فآل إلى بيته، ولولا ذلك لرباه أبواه.
23- قال فرعون: وما صفة رب العالمين الذي تذكره كثيراً، وتدعى أنك رسوله حيث لا نعلم عنه شيئاً؟
24- قال موسى هو مالك السموات والأرض وما بينهما، إن كنتم موقنين بصدق هذا الجواب لانتفعتم واهتديتم، وعرفتم أن مُلْك فرعون المُدَّعى لا يذكر في جانب ملكه، فهو لا يعدو إقليماً واحداً في الأرض.
25- قال فرعون- يعجب لمن حوله من جواب موسى، أذْ ذكر ربَّا غيره لا يذكر في جانب ملكه ملك فرعون: كيف تسمعون كلام موسى؟
26- قال موسى ماضياً في أمره غير مبال بغيظ فرعون وسوء مقالته: رب العالمين خالقكم وخالق آبائكم السابقين، ومنهم مَن كان يدَّعى الأُلوهية كما تدَّعى، وقد لحقهم الفناء، وستفنى مثلهم فيبطل ما تدعيه، إذ الإله الحق لا يموت.
27- قال فرعون محرضاً قومه على تكذيبه: إن رسولكم لمجنون، حيث سألته عن حقيقة ربه فذكر لى أشياء وصفات غريبة.

.تفسير الآيات (28- 34):

{قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28) قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33) قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34)}
28- قال موسى: إن كنتم تعقلون فآمنوا برسالتى، لأن شروق الشمس وغروبها بتقدير مُحكم دليل ظاهر على الخالق، إذن فأنتم الأحِقَّاء بصفة الجنون.
29- قال فرعون لموسى: لئن اتخذت إلهاً غيرى لأجعلنك واحداً ممن عرفت سوء حالهم في سجونى، وقد لجأ إلى تهديده بهذا بعد أن يئس من رفع آثار صنع الخالق.
30- قال موسى متلطفاً طمعاً في إيمانه: أتجعلنى من المسجونين ولو جئتك ببرهان عظيم يصدقنى فيما أقول؟
31- قال فرعون: فأت بالذى يشهد بنبوتك إن كنت صادقاً في دعواك، قال ذلك طمعاً في أن يجد موطن ضعف في حجته.
32- فألقى موسى عصاه في الأرض أمامهم، فانقلبت ثعباناً حقيقياً، لا شيئاً مُزَوراً بالسِّحر يُشْبه الثعبان.
33- وأخرج موسى يده من جيبه آية ثانية، فإذا هي بيضاء، اشتد بياضها من غير سوء، حتى بهر الناظرين.
34- قال فرعون لقومه: إن موسى لساحر فائق في سحره. قال ذلك خشية أن يخضعوا للحق الذي رأوْه من موسى.

.تفسير الآيات (35- 43):

{يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35) قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37) فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39) لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42) قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43)}
35- وقال فرعون أيضاً: يريد هذا الساحر أن يقهرنى فيخرجكم من أرضكم، وذلك تحريض على موسى. إذ من أَشَقّ الأشياء مفارقة الوطن لاسيما إذا كانت قهراً. وطلب الرأى ممن يعبدونه ناسياً ألوهيته لقوة آيات موسى.
36- قال له قومه: أجِّل الفصل في أمرهما، وأرسل الجند في المدائن يجمعون لك السحرة من رعيتك، فالسحر يعارض بالسحر.
37- يأتوك بالعدد الكثير، وكلهم قد أجاد فن السحر ويفوق موسى عملا به ومراناً عليه. وقصدوا بهذا التخفيف من قلق فرعون.
38- فجمع السحرة من كل أرجاء البلاد، وحدد لهم وقت الضحى من يوم الزينة للاجتماع بموسى.
39- وقال الناس- يحث بعضهم بعضاً على الاجتماع في اليوم المعلوم لحضور الحفل المشهود-: هل أنتم مجتمعون؟ أي اجتمعوا.
40- وأعلنوا توقعهم انتصار السحرة، فيثبتون على دينهم، حمْلا على الاهتمام والجد في مغالبة موسى.
41- فلما جاء السحرة فرعون قالوا له: أيكون لنا قِبَلك أجر عظيم إن كنا نحن الغالبين؟.
42- قال فرعون: نعم لكم ما ذكرتم، ومع هذا الأجر العظيم تكونون من المقربين لدىَّ، ومن أصحاب الجاه والسلطان.
43- قال موسى للسحرة- حينما جاء الوقت المحدد في اليوم الموعود- ألقوا ما تريدون إلقاءه من السحر.

.تفسير الآيات (44- 51):

{فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48) قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49) قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (50) إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51)}
44- فألقوا حبالهم وعصيّهم، وخُيّل للناس أنها حيات تسعى، وأقسموا بعزة فرعون وقوته إنهم الغالبون.
45- فألقى موسى عصاه، فإذا هي حية عظيمة تبتلع ما كانوا يزوِّرونه بالسحر من حبالهم وعصيِّهم، متوهمين أنها حيات تسعى.
46- فبادر السحرة بالسجود لله حينما أيقنوا أن أمر موسى ليس بالسحر.
47- قالوا مؤكدين فعل السجود بالقول: {آمنا برب العالمين}.
48- وبيَّنوا أن رب العالمين الذي آمنوا به {رب موسى وهارون}.
49- قال فرعون- منكراً على قومه إيمانهم بموسى قبل إذنه لهم، مهدداً إياهم على ذلك بأنه أستاذهم الذي عليه تلقوا فنون السحر، وسيعلمون ما سينزل بهم من العقاب-: لأقطعنَّ أيديكم وأرجلكم من خلاف. أقطع اليمنى مع اليسرى أو العكس. ولأُصلبنكم أجمعين.
50- قال السحرة: لا ضرر علينا مما يلحقنا من عذابك الذي توعدتنا به. لأنا راجعون إلى ثواب ربنا، وهو خير ثواب وخير عاقبة.
51- إنا نرجو أن يغفر لنا ربنا خطايانا التي أسلفْناها، إذ كنا أول المؤمنين في قومك.

.تفسير الآيات (52- 60):

{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56) فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59) فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60)}
52- وأوحى الله إلى موسى عليه السلام أن يسير ليلا بالمؤمنين من بني إسرائيل حينما لم تُجْدِ مصابرة موسى، وقد نظم أمر الفريقين على أن يتقدم موسى بقومه، ويتبعهم فرعون بقومه حتى يدخلوا مدخلهم من طريق البحر، فيهلكهم الله.
53- فأرسل فرعون جنده في مدائن مملكته يجمعون الأشداء من قومه حينما علم بسير موسى ببني إسرائيل، ليحول بينهم وبين ما يقصدون.
54- قال فرعون: إن بني إسرائيل الذين فروا مع موسى طائفة خسيسة في شأنها قليل عددها. يثير بذلك الحمية في نفوس جنده.
55- وإنهم مع هذا فاعلون ما يثير غيظنا بمخالفة أمرنا والخروج بغير إذننا.
56- وإنا لجمع من عادتنا الحذر واليقظة، والحزم في الأمور.
57- فأخرجنا فرعون وجنوده من أرضهم الشبيهة بجنات تجرى من تحتها الأنهار، فأهلكوا بصرفهم عن الحق، وإثارتهم إلى الخروج وراء موسى بما جاء في الآيات الثلاث السابقة.
58- وأخرجناهم كذلك من كنوز الذهب والفضة والأماكن التي كانوا يقيمون فيها، مُنَعَّمين بجمالها وحسن مرافقها.
59- مثل هذا الإخراج العجيب الذي وصفناه لك أخرجناهم، وجعلنا هذا الملك وما فيه من ألوان النعيم لبني إسرائيل بعد أن كانوا مُعْدمين.
60- جدَّ فرعون وقومه في السير ليلحقوا ببني إسرائيل، فلحقوا بهم وقت شروق الشمس.

.تفسير الآيات (61- 70):

{فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68) وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70)}
61- فلما رأى كل من الجمعين الآخر قال أصحاب موسى: إن فرعون وقومه سيدركوننا، فينزل بنا الهلاك.
62- قال موسى: إن معى عناية الله تلاحقنى بالحفظ، وسيرشدنى إلى طريق النجاة. ليطمئنوا على سلامتهم، ولتبتعد عن أذهانهم فكرة الإدراك المفزعة.
63- فأوحينا إلى موسى: أن يضرب البحر بعصاه، فانفلق البحر إلى اثنى عشر طريقاً بعدد طوائف بني إسرائيل، وكان كل طريق من هذه الطرق حاجزاً من الماء كالجبل العظيم الثابت.
64- وقرَّبنا فرعون وقومه حتى دخلوا هذه الطرق وراء موسى وقومه.
65- وأنجينا موسى ومن معه بحفظ البحر متماسكاً حتى تم عبورهم.
66- ثم أغرقنا فرعون ومن معه بإطباق الماء عليهم عندما تبعوهم.
67- إن في ذلك التصرف الإلهى العجيب لعبرة لمن أراد أن ينتفع، وما كان أكثر القوم مصدقين.
68- وإن خالقك ومربيك لهو القوى في الانتقام من المكذبين، المنعم بالرحمات على المؤمنين.
69- واتْلُ على الكافرين- أيها الرسول- قصة إبراهيم- عليه السلام.
70- إذ قال لأبيه وقومه: أي شيء هذا الذي تعبدونه مما لا يستحق العبادة؛ يقصد تقبيح عبادة الأصنام.